أخر الأخبار

*العملات الاجنبية تستقر عند مستوي عالي*

*العملات الاجنبية تستقر عند مستوي عالي*

19 سبتمبر 2025

تشهد الأسواق السودانية حالة من القلق المتصاعد في ظل استمرار أزمة سعر الصرف وتراجع قيمة الجنيه السوداني إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. فرغم ما وصفه متعاملون بـ”الاستقرار النسبي” في السوق الموازي خلال الأيام الماضية، إلا أن هذا الاستقرار لا يعكس تعافياً حقيقياً، بل يرسخ واقع الانهيار النقدي المستمر، وسط تحذيرات خبراء الاقتصاد من انعكاسات مدمرة على الوضع المعيشي ومستقبل الاقتصاد الوطني.

سعر الدولار والعملات الأجنبية اليوم
بحسب مصادر من السوق الموازي، بلغ سعر بيع الدولار الأمريكي 3580 جنيهاً سودانياً، مقارنة بـ560 جنيهاً فقط قبل الحرب، أي بزيادة تجاوزت 539% خلال 29 شهراً.
أما بقية العملات فجاءت على النحو الآتي:

الريال السعودي: 954.666 جنيهاً
الدرهم الإماراتي: 986.226 جنيهاً
اليورو: 4211.765 جنيهاً
الجنيه الإسترليني: 4837.838 جنيهاً
الريال القطري: 980.822 جنيهاً

أسباب الانهيار
يرى محللون أن السبب الرئيسي وراء الانهيار المتواصل للجنيه هو فقدان الدولة لجزء كبير من مواردها الإنتاجية والمالية نتيجة الحرب، إضافة إلى تعطل الصادرات، وتراجع الإيرادات العامة، وضعف أداء القطاع المصرفي الذي يعاني من انقطاع الربط الإلكتروني بين الفروع داخل السودان وخارجه. كما ساهمت المضاربات في السوق الموازي وغياب السياسات النقدية الفعالة في تعميق الأزمة.

الانعكاسات على حياة المواطنين
هذا التدهور انعكس بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية والخدمات، حيث ارتفعت أسعار الغذاء والدواء والنقل بشكل جنوني، مما أدى إلى زيادة معدلات الفقر وانعدام الأمن الغذائي في عدة ولايات. ويخشى مواطنون من أن أي قفزة جديدة في سعر الدولار ستعني مضاعفة الأسعار بشكل لا يطاق، خصوصاً مع تراجع دخول الأسر وانعدام فرص العمل.

مستقبل الاقتصاد السوداني
يرجح خبراء أن يستمر الجنيه السوداني في التراجع ما لم تُتخذ خطوات عاجلة لإيقاف النزيف الاقتصادي، مثل استعادة الاستقرار الأمني والسياسي، وتفعيل موارد النقد الأجنبي عبر إعادة تشغيل القطاعات المنتجة كالزراعة والتعدين، إلى جانب إصلاح الجهاز المصرفي وضبط السوق الموازي.

ويشير مراقبون إلى أن بقاء الدولار عند مستوياته التاريخية الحالية قد يكون مجرد محطة مؤقتة، وسط توقعات بقفزات جديدة إذا استمرت الحرب وتعذر الوصول إلى تسوية سياسية تنهي حالة الانهيار.

في المحصلة، يواجه الاقتصاد السوداني واحداً من أخطر التحديات في تاريخه الحديث، حيث أصبح استقرار سعر الصرف مرتبطاً بشكل مباشر بوقف الحرب وإعادة بناء مؤسسات الدولة، بينما يبقى المواطن البسيط هو الحلقة الأضعف في معادلة الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى