أخر الأخبار

مصرية في حرب السودان بذمة المطرفي(2) ✍️ محمد طلب

*مصرية في حرب السودان بذمة المطرفي(2)*

 

 

بعد الدخول في الشهر الثالث للحرب بدأ الاستاذ صلاح في تكثيف اتصالته باصدقائه و معارفه حول الطريق الي بورتسودان بعد اصرار اللاسرة المصرية بضرورة حضوره واسرته مع ابنتهم لمصر عاجلاً وهو يؤجل ذلك لما سمعه عن ما واجهه المصريون في طريق عودتهم لاوطانهم وهم قطعاً (اي اسرة الطالبة) لايعرفون ان الاستاذ صلاح المطرفي صاحب عزيمة وقرارات يتحمل عواقبها فقد ترك الاغتراب وحاله الطيب ونعمه الكثيرة وهو خريجي اعرق الجامعات السودانية ليعمل في الزراعة و قد عاد للسودان بخطة التطوير الزراعي واستصلاح الاراضي ودخول مجالات لم يطرقها المزارعون في المنطقة وقد نجح نجاحاً منقطع النظير وقد كابد وواجه المعاناة مع البيروقراطية وسوء الادارة لكنه كان قوياً ومتماسكاً ولم يعض اصبع الندم رغم ان كل شئ هنا يدعو لذلك وقطعاً لا يعرفون ان صلاح من المتمسكين بالارض والوطن وقضايا الكادحين.. وقد فاجأ زملاءه في السكن في مدينة الرياض بالسعودية انه عائد نهائياً للسودان الاسبوع القادم وقد حجز تذكرة الطائرة ورتب امر العودة فلم يصدقوا ذلك ولما تاكدوا حاولوا المستحيل لاثنائه عن الفكرة وبدأوا يصورون له عدم صواب قراره بكل ما ملكوا من معلومات وامثلة لمن قرروا هذا الامر قبله لكن استاذ صلاح كان عند خطته واحتماله لقراراته وعواقبها وودع الاغتراب وغادر المملكة دون عودة ولن يترك السودان وطنه الكبير وخيره الوفير مهما كانت المغريات وترك نعيم الاغتراب ومتع نفسه بشقاء (الترابلة) او الفلاحين كما يقول اهل مصر المؤمنة

 

 

اخبر الاستاذ صلاح الفتاة واهلها ان يوم الغد سوف تبدأ رحلة ابنتهم الي مصر بعد ان وضع خارطة طريقهم واطمأن من خلال اتصالاته وعلاقاته الممتدة علي السفر المحفوف بالمخاطر

 

صلاح المطرفي عرف عنه انه يتخذ قراراته و يتحمل عواقبها مهما كانت فهو من قرر ترك المدرسة والعمل علي فلاحة الارض مع اهله وهو من قرر العودة للدراسة بعد ان تركها في مرحلة مبكرة ولمدة خمسة سنوات وعاد لها وهو واثق من خطواته ومواضعها حتي جلس لامتحان الشهادة السودانية (من منازلهم) و لحق بدفعته من الطلاب واحرز درجة اهلته لدخول اكبر الجامعات السودانية جامعة الخرطوم (رحمها الله) قبل ان تلقي حتفها تدريجياً خلال عقود الانقاذ ثم دمار هذه الحرب بعد ان كانت تسمي (الجميلة ومستحيلة) لصعوبة دخولها الا لامثال صلاح من الصفوة…

 

لقد رتب الاخ صلاح نفسه علي ان يكون رفيق (ابنته المصرية) حتي مطار بورت سودان ولن يعود لبيته الا بعد وصولها لبيتها والاطمئنان عليها….

 

وفي رحلة محفوفة بالمخاطر اتجه استاذ صلاح وابنته المصرية التي لم تخرج من صلبه و رحم زوجه نحو مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة وقضوا باقي يومهم وليلته هناك مع احد اصدقاء الاستاذ صلاح ورتبوا امر الرحلة التالية الي مدينة بورت سودان في اقصي شرق السودان الشاسع علي شاطئ البحر الاحمر الذي يفصلنا عن المملكة العربية السعودية

 

في فجر اليوم التالي وبعد الصلاة والدعاء وفي رحلة استمرت تلاثة ايام وصلوا بسلام الي مدينة بورتسودان المعبر الوحيد الحزين في هذه الحرب والمكتظ بالفارين من هذه الحرب اللعينة

وفي الجانب الاخر كانت اسرة الفتاة المصرية تتابع رحلة ابنتها بصحبة الاستاذ صلاح عبر الاتصالات الهاتفية التي تاتي حيناً وتنقطع احياناً فيعتقدون انها النهاية ويسيطر عليهم القلق حتي عودة الاتصال مرة اخري بعد عشرات المحاولات وهم يعلمون الارتكازات والتفاتيش ومضايقات المصريين و ربط وجودهم بحادث مطار مروي والجنود المصريين الذين تم اسرهم في بداية الحرب والاعتقاد السائد عن نوايا الغدر التي كانت تحيط وجودهم بمطار مروي وو…. و وجد الاستاذ صلاح المطرفي نفسه وابنته المصرية امام اسئلة واستقصاء كانت تبدده كلماته وصدقها الواضح جداً علي وجه الاستاذ صلاح (التربال) المناضل

 

يتبع

 

سلام

محمد طلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى