أخر الأخبار

مصرية في حرب السودان بذمة المطرفي(1) ✍️ محمد طلب

*مصرية في حرب السودان بذمة المطرفي(1)*

 

الحرب بالسودان رغم ما افرزته من صفات ربما كانت غائبة او خفية عنا او لم نكن نعرفها ساعد إستخدام الوسائط في نقل كل السوء في هذه الحرب اللعينة اظهر لنا كل الذين يديرون اعلام الحرب المنظم كثير من السوء والظلم فاصبح حجمه كبيراً لعدم وجود افعال خير تعكسها ذات الوسائط لذلك اتمني من الجميع نقل صور ومشاهد للخير والتكافل والتعاون في المجتمع وعكس الصور الجمالية وغض البصر عن السوء

 

مثلما تردد اسم جده في الازهر الشريف بمصر في زمن سابق مثل ما نقلت لنا الروايات فالان بعض الاسر المصرية تردد اسم الاستاذ صلاح المطرفي وحكاية ابنتهم في حرب السودان…

 

قبل الحرب بيوم واحد اتت ابنة صلاح المطرفي من الجامعة ومعها زميلتها المصرية والتي لظروف اخلاء السكن الداخلي بامر المالك بعد إنتهاء الامتحانات اختارت تلك الطالبة المصرية ابنة صلاح المطرفي دون غيرها لتسكن معها قبل ان تغادر في اجازتها السنوية

 

احتفي بها الاهل هناك واستقبلوها بروح الاسرة والعشيرة المعروفة لدي اهلنا بالمنطقة و قراها

 

شاءت الاقدار ان تنشب الحرب في اليوم التالي من وجودها بالقرية…

وانتشرت اخبار الحرب وملأت كل الدنيا وفزع اهل الطالبة المصرية علي ابنتهم الموجودة بالعاصمة وبعد قلق كثيف ومحاولات اتصال فاشلة بسبب سوء الاحوال تمكنوا من التواصل مع ابنتهم وكانت المفاجأة غير المتوقعة انهم وجدوا في نبرات صوتها الطمأنينة وتفاجأوا بضحكاتها…

 

في اليوم الاول ارادت الطالبة المصرية مغادرة منزل المطرفي ومحاولة الححز والسفر لكن الاستاذ صلاح الحارس الامين وصاحب النظرة الثاقبة رفض تماماً ان تخرج الطالبة المصرية في تلك الظروف

مرت الايام ثقيلة علي الجميع الا ان الاستاذ المطرفي واسرته كانوا بخلقون اجواء مغايرة حتي يزرعوا الطمأنينة في نفس تلك الفتاة المسكينة وهي بعيدة عن اهلها وهم قلقون…

 

ظل اهل الفتاة علي تواصل مباشر مع الاستاذ صلاح وابنتهم بشكل يومي

 

و بعد مرور اسبوعين والخوف يتملك اسرة تلك الفتاة والاتصالات لم تنقطع اصر اهل الفتاة للبحث عن طريقة لمغادرة ابنتهم السودان لكن الاستاذ المطرفي بطريقته المتأنية في اخراج الكلمات وانتقاء المفردات المناسبة وتثبيت الفكرة استطاع اقناعهم بضرورة بقاء الفتاة معهم لحين اشعار اخر

 

تبدد خوف الاسرة المصرية علي ابنتهم و مر الشهر الاول فاشاروا الي ضرورة خروج ابنتهم من السودان الا ان الاستاذ صلاح كان يؤكد لهم ان بقاء ابنتهم بالبيت اكثر امناً لها من محاولات السفر

وانه في الوقت المناسب للسفر سوف يكون جاهزاً لذلك

 

التقيت الاستاذ المطرفي باجتماع للعمل الطوعي المدني ومحاولة وجود حل لوضع التلاميذ والطلاب في ظل الفراغ العريض والخوف والهلع الذي زرعته الحرب في نفوس الصغار ومحاولات الخروج بهم من هذه الاجواء وخلق برامج تعليمية توعوية ترفيهية تخرجهم عن اجواء الحرب

 

انفرد بي الاخ صلاح وابتدر حديثه تعرف يا محمد طلب الان فقط وفي ظل هذه الحرب اقتنعت تماماً بكل ما كتبته عن مصر واهلها في الصحف والوسائط عن رحلتك العلاجية بها ثم سرد لي تفاصيل القصة مع الاسرة المصرية وحكاية ابنتهم التي رمت بها الاقدار في احضان القرية الامنة واهلها الطيبون المتكاتفون

 

انقضي الشهر الثاني من الحرب والفتاة المصرية واسرتها كل يوم يزداد ايمانهم ان ابنتهم في ايادٍ امينة والفتاة تالفت مع حياة القرية واهلها وبيوتها وطيبتهم ونفوسهم الملئية بالايمان وجباههم المرفوعة والشرف والامانة والخلق الرفيع وكل جماليات تلك الوجوه……

 

نعود

 

سلام

محمد طلب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى