الحل ليس في (البل او الجقم) الحل لدي يوسف الموصلي
![](https://www.sudani.news/wp-content/uploads/2023/07/IMG_20230709_200043.jpg)
*الحل ليس في (البل او الجقم) الحل لدي يوسف الموصلي*
(الحل في البل) من شعارات شباب الثورة وهو شعار عفوي او ربما غير ذلك اتت به ظروف البحث عن (حل) و رد علي سؤال كان مطروحاً ما هو الحل؟؟؟ وكانت الاجابة الساجعة(الحل في البل) في ظروف ثورة ديسمبر المعقدة بعد سقوط نظام او (اللانظام) الانقاذي الذي اوردنا المهالك الحالية وما ينتظرنا من مخاطر في قادم الايام لا قدر الله
اي ان غرض الشعار كان بحث السودان واهله عن حل سياسي اقتصادي واجتماعي امثل في ظل التعقيدات الكثيفة فكان اقصي درجات (البل) هي تلك المحاكمات التي لم تجد طريقها للتنفيذ وبعضها مازال بين اروقة المحاكم والبل المخيف ( لازالة التمكين) الذي لم يؤتي أُكله
و(البل) له دلالات كثيرة في لغة الشارع ويعتمد امر فهم المقصود منه علي لغة الجسد التي قد تجعلها كلمة في (غاية القبح) لكن دعنا نقل ان (البل) اياً كان نوعه يرتبط بالماء…. والماء ايضاً تفاسيره في اللغة تختلف… … (كدي خلونا في الموية العادية دي)
فالبل اما ان يكون لغسل (اوساخ) قوية ومتراكمة وقطعاً تحتاج (تايد) ويبدو ان الثورة لم يكن لديها (تايد) او ان يكون (البل) لتلين طعام اوخبز جاف لخلق (كسيرة لينة) يسهل بلعها مع شوية سكيكرة (لاحظ كثافة التصغير) ودلالاته وهي حالات توضح مدي الفقر والعجز الذي كنا عليه ومازلنا
الا ان ما لم اجد له تفسير كيف تحولت حالات( البل) بين عشية وضحاها الي (جقم) وتحول اللاعبون وتم استبدال الخانات بل اتجاه( الشوت) نفسه ولا ادري كيف تحولت اللقمة الجافة الي (جقمة) بعد هذه الحرب القاسية.. هل اصبح الامر سهلاً لدرجة (الجقمة) وهل (الجقمة) باليد مباشرة ام تم استخدام انية مخصصة للجقم (قرعة مثلاً) …… وها هو الجقم نحو شهره الرابع ولم يرتو احد الي الان او (قرطع بق بق بق) وانتهي الامر
ومن غرائب المفردات التي سمعتها و شاهدتها علي التلفزيون احد المقاتلين يصرخ بحماس وقوة (جوة جوة جوة) مصحوبة بحركة جسدية لها مدلولات يعرفها من يشاهدها…ويبدو لي ان (الجقم) هو القتل عند الاقتحام (جوة جوة) لقد تدحرجنا كثيراً
المهم ( سيد الاسم) الموصلي هو اسحاق بن ابراهيم بن ميمون الموصلي نديم الخلفاء العباسيين عاش وتعلم ببغداد تفرّد بالغناء وصناعته، وكان عالمًا باللّغة والموسيقى والتّاريخ وعلوم الدّين وعلم الكلام و راوياً للشّعر قال عنه صاحب الأغاني: «كان الغناء أصغر علوم إسحاق وأدنى ما يوسم به وقال عنه الخليفة المامون : «لولا اشتهار إسحاق بالغناء لَوَلّيتُه القضاء، لما أعلم من عفّته ونزاهته وأمانته».
و( سميّه) في السودان هو فنان انيق ورقيق وله باع في علوم الموسيقي والتلحين وله نظريات في الغناء وكلماته للوصول لنص غنائي جميل يلامس الوجدان ويجد له موضع بين الكم الغنائي الهائل والمختلف حيناً والمتشابه احياناً
هو يوسف عثمان محمد بلال النور المولود في دنقلا عند جزيرة مروارتي. أسرته أتت به إلى الخرطوم، وهو لما يُكمل شهورا عددا نشأ بالخرطوم وجنوبها في المناطق المشتعلة الان وهو موسيقي بارع وفنان اصيل ومؤلف اغنيات نال دراسات عليا في الموسيقي بكل من القاهرة والولايات المتحدة الأمريكية ومن الذين طوروا مواهبهم بشكل ملحوظ من هاوٍ يغني بالرق الي موسيقار يقود الاوركسترا وملحن حفر اسمه علي خارطة الفن له العديد من الاسهامات المحلية والعالمية لايسع المجال لذكرها وله مركز الموصلي الفني بالولايات المتحدة الامريكية وهو( صانع تغيير) من طراز فريد اخذته الهجرة لسنوات عديدة عن السودان وله رؤية خاصة في كلمات الاغاني وتكوين موسيقاها وتوزيعها وانتاجها فقد ادار مؤسسات فنية عديدة
والحل عند الموصلي ليس (في البل او الجقم الحالي) بل نجده في احدي اغنياته ذات الكلمات البسيطة والعميقة المعبرة جداً التي ربما لا يلقي لها البعض بالاً الا بإلتفاتة واعية ومتبصرة للاوضاع حتي لا يختلط الحابل بالنابل ويصبح المبلول جاقماً والعكس فلنفتح باباً كبيراً ونغني مع الموصلي
*نحلك يا قضــية..*
*بدون صوت بندقية*
لقد وضع الموصلي في كلماته البسيطة المعبرة حلول اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وعظم دور الجيش ودور القطاعات الاخري من الشعب اغنية هادئة جداً بعيداً عن عنف اغاني الحماس وتحمل قيم راقية
اليك عزيزي القارئ كلمات الأغنية متمنياً منك استحضار اللحن البسيط الجميل الذي سوف تجدونه معكم يتسرب إلى ما بين السطور تلقائياً أثناء اطلاعكم على النص:
*بلدنا نعلـي شأنا*
*يا ناس سودانا نادانا*
*في الفجرية زارع*
*بيزرع في المزارع*
*أريد زراع بلدنا*
*ونور الشمس ساطع*
*في الفجرية صانع*
*بيصنع في المصانع*
*أريد عمال بلدنا*
*وصوت المكنة طالع*
*يا الحارسين حمانا..*
*بــعزة وأمانة،*
*أريتو يسيل عرقنا..*
*بدل ما تسيل دمانا*
*نحلك يا قضــية..*
*بدون صوت بندقية*
*أخوي خليك معاي..*
*أخوي ما تكون عليّ*
لا شك عندي إطلاقاً الآن عزيزي القارئ أنك قد أدركت القيمة العالية لهذا النص البسيط راقي المعاني والمضامين ونسال المولي ان يخرج البلاد والعباد من هذا النفق الناري الانتحاري (وختوا الكورة وااااطة)
سلام سلام
محمد طلب