أخر الأخبار

الجهير من همس الحروف ✍️ ياسر محمدم حمود البشر 

شـــــــوكة حـــــــوت 

*الجهير من همس الحروف*

ياسر محمد محمود البشر 

 

الرئيس الأمريكى إبراهام لونكن قال فى أحد خطاباته : أنه لو خير بين وطن تحكمه الصحافة و وطن تحكمه المؤسسات لإختار الوطن الذى تحكمه الصحافة لأن الصحافة تكشف أماكن القصور والتقصير ، و تستعرض المشكلة و تساهم فى الحلول ، و من هنا تنبع أهمية دور الصحافة و الصحفيين فى المجتمعات .. و الصحفى يٌقُوم سلوك المجتمعات ويقود الرأى العام بشكل جيد و لذلك يعتبر الصحفى رسول من رسل الإنسانية لما يقوم به من أدوار لا تحتاج الى برهان و الدول المحترمة تمنح الصحفى حصانة تحميه من الإعتقال والإهانة طالما أنه يمارس مهنته وفق ميثاق الشرف الصحفى المعمول به ، و للصحافة و الصحفيين أدوار لا تقل عن مجهودات القوات النظامية و لا سيما فى ظل سيطرة الإعلام المتسارع وبما أن لكل زمان معجزة فمعجزة هذا الزمان هى الإعلام والإعلاميين بمختلف مسمياتهم ومشاربهم و الصحفى الأمين يمثل اغلبية (وحده) .

 

 

حتى لا نذهب بعيدا فقد تعرض الكاتب الصحفى الدكتور الباقر عبدالقيوم أحد اعمدة الصحافة السودانية و رموزها و صاحب عمود (همس الحروف) و رئيس الشؤون الدولية بإتحاد الإعلاميين الأفارقة الى الإعتقال المهين و الغاشم من قبل إستخبارات الفرقة ١٩ مشاة بمدينة مروي بالولاية الشمالية على خلفية تلفيق تهم لا اساس لها من الصحة ، وهذه التهمة التي كانت وراء هذا الإعتقال الغاشم هي عبارة عن صور لهذا الكاتب الصحفي المرموق د. الباقر مع حميدتي و شقيقه و أخري مع بعض السفراء المعتمدين لدى الخرطوم ، فإذا كانت هذه هي التهمة التي نالت منه ، فإن د. الباقر كاتب صحفى ذو شأن و ليس (وداعية) ، و التوثيق الصحفى من أولى أولويات العمل فى المجال الصحفى ، والصحفى الذى لا يوثق عمله هو صحفى موغل فى الفشل مع العلم أن الصورة لا تكذب و لا تتجمل بقدر ما أنها تجمد لحظات العمل الصحفى فى ثلاجة الزمن حتى تكون ارشيف ومرجعية للأجيال القادمة وتبقى عملية إعتقال الهرم الصحفى د. الباقر عبدالقيوم عملية تصفية حسابات رخيصة الغرض منها بات معلوماً للنيل من عزيمة الرجل و محاولة فاشلة لإغتيال شخصيتة ، إلا أنه يعلم علم اليقين أن الصواعق لا تصيب إلا العوالي من القمم ، و إذا كانت الصورة جريمة فإن هنالك صور تجمع ما بين عبدالفتاح البرهان و رئيس الوزراء الإسرائيلى ..!!! .

 

 

و لو أرادت الإستخبارات العسكرية تصفية الحسابات الحقيقية فإن هناك عدد كبير من الصحفيين يرسلون سهامهم بصورة مباشرة فى جسد القوات المسلحة بالرغم من انها تخوض حرب العزة والكرامة ضد مليشيا الدعم السريع ، فيا ترى من هو الأحق بعملية هذا الإعتقال ، هؤلاء العملاء أم عملية إعتقال الشرفاء من الرموز الوطنية الخالصة أمثال هذا الرجل العظيم الذى لم يتم فيها مراعاة عمره ، و مكانته الإجتماعية الناصعة ، و هذا غير أن هذه العملية الجبانة التي طالته كانت في عرينه و مسقط رأس أجداده في مجتمع صغير مغلق لا يقبل التجريح أو الإهانة لرموزه ، وغيرها من المعطيات الكثيرة الأخرى التى تجعله محل تقدير و إحترام و لا سيما انه محل حفاوة وتقدير فى عدد من الدول العربية و الأفريقية و الأروبية ، و ذلك إن دل أنما يدل على الإعتراف بمكانته هذا الرجل المرموقة ، و علمه و تواضعه الجم ، و هو يمثل سفيراً فوق العادة من دون سفارة وله عند معظم سفراء الدول كلمة مسموعة .

 

 

و كان بالإمكان ألا يتم إعتقاله بهكذا صورة قصد بها الإنتقاص من مكانته في مجتمعه الضيق هذا ، طالما أنه فى قرية صغيرة يعرف اهلها بعضهم البعض ، و ليس من الضرورى أن تتم عملية هذا الإعتقال والتحقيق معه فى هذا التوقيت بالذات و خصوصاً أن هذا الرجل يمثل سيفاً بتاراً من السيوف التى أستلت من غمدها لتقاتل جنبا الى جنب مع القوات المسلحة فى معركة الكرامة ، وعلى كل فقد أوذى الرجل أيما أذى ومازال تحت تأثير هذا الأذى النفسى والمعنوى لما لحق به من هذا الامر القبيح الذي لا و لن يحدث في أي دولة محترمة يحكمها القانون ، وذلك الى جانب تلطيخ سمعته وكرامته كصحفى معروف و مرموق فى الوسط الصحفى .

 

نـــــــــــــص شـــــــوكــة

 

حتى هذه اللحظة لم تصدر نقابة الصحفيين أى بيان إدانة لما جرى للرجل كما صمتت هذه النقابة عن إدانة الإنتهاكات التى إرتكبتها مليشيا الدعم السريع مع المواطنين العزل والأبرياء .

 

ربــــــــــع شـــــــوكـة

 

سيظل د. الباقر عبدالقيوم هو ذلك الشيخ الوقور فى سمته الناصع و صمته الجميل الى ان يظهر الله الحق و يزهق به الباطل ،، إن الباطل كان زهوقا و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى