أخر الأخبار

(والّلا اسيبا مدني واجئ اسكن حداك) ✍️ محمد طلب

*(والّلا اسيبا مدني واجئ اسكن حداك)*

 

هذا العنوان مقطع من اغنية سودانية جميلة وراقصة للفنان الجميل محمد مسكين وكم طربنا لها وافتتن بها اهل (مدني) والجزيرة الكرام وتغنوا بها كثيراً…. وقطعاً الرد الساخر علي هذه الاغنية في ايام حرب الخرطوم سيكون (في زول يسيب مدني الايام دي) رغم عدم معرفتنا (بحداك) هذه وموقعها الجغرافي

 

كنت قد كتبت قبل ايام مقالاً ضافياً تحدثت فيه عن اهمية علم الاحصاء في حياتنا وضرورة الاهتمام به حتي ونحن في ظل هذه الحرب اللعينة..

وطرحت سؤلاً مهماً عن زيادة او نقصان عدد المواليد بعد تسعة شهور ونصف من هذه الحرب مقارنة بذات الفترة في عهود الامن والسلام والثورة وما قبلها ومدي تاثير هذه الحرب وما تبعها من نزوح ورعب وخوف علي مدي الخصوبة والانتاج و(حياة الحب) التي تغني لها ابن مدني وفنان السودان الكاشف:

*(حياة الحب بسميها السعادة بكل معانيها)*

 

واظن بعد الهجرة الداخلية الكثيفةلعاصمة الجزيرة الوريفة( ود مدني) ودمار (الدايات) ومعظم المستشفيات سوف يزداد عدد المواليد بها (اي مدني) كثيراً ولكن ليس هناك من (يحصي) بقدر من (يقصي) ومما لا شك فيه ان عدد الوفيات بالخرطوم والمناطق الملتهبة قد ارتفع بشكل كبير جداً نتيجة الحرب العبثية ومليشيات الفوضي ولكن في بلادنا التي تفتقد للمؤسسية ومؤسساتها لا مجال للاحصاء رغم وجود كم معتبر من خريجي الاحصاء والرياضيات والحاسوب واصحاب الدرجات العلمية الرفيعة بها الا ان عدم وجود مؤسسات تستوعبهم وتستفيد من علمهم وتطوره يجعل ما درسوه غير ذو قيمة فعلية وحقيقية تساعد في التنمية المستدامة او غير المستدامة

 

كما تطرقت ايضاً للدمار الذي اصاب هئية الاحصاء وعدم توفر الية يمكنها القيام بمثل هذه العمليات الاحصائية كذلك عدم احتراف قوات القتال لاداب الحرب وقوانينها ومليشياتها التي لا تحترم الحقوق المدنية للمواطنين بل تعدي الامر الي النهب والسرقة والاغتصاب…

وكانهم لم يسمعوا قول عنتر في زمن الجاهلية قبل الرسالة

*يخبرك من شهد الوقيعة انني اغشي الوغي واعف عند المغنم*

والغريب انك تسمعهم يهللون ويكبرون في عمليات النهب واقتحام المرافق العامة

 

بعد يومين من ذلك المقال وصلتنا دعوة زواج ومكانها صالة كمان (ياخراااشي) دعوة زواج في مثل هذه الظروف يا تري كيف كان تفكير العروسين واسرتيهما…وكيف يمكننا ان نفرح ونبتهج معهم في مثل هذه الحالة الكارثية لكنه قرارهم وهم الادري بظروفه او ربما هي محاولة (لصناعة تغيير) تشبه (الحب في زمن الكوليرا) والحياة لاتتوقف

واستمراريتها ضرورة واهل فلسطين يحاربون لعقود ويتزوجون ويتوالدون ولو لا ذلك لانقرضوا واحسب انهم يدرون ذلك ويحسبون له حساباته و(احصاء) موفق لذلك لان من عرفته منهم يتزوجون في سن مبكرة ويخلفون ما لذ وطاب ولا يخشون إملاق ويقل بينهم الطلاق …

 

ما لفت انتباهي في هذا الزواج ان العريس من الخرطوم واكثر مناطقها اشتعالاً والعروسة من مدني يعني (حيجيها يسكن حداها) وليس العكس علي الاقل في مثل هذه الظروف و ربما يكون العسل ب وسلي او الزومة ان لم تكن نوري او حزيمة او قل الحجير مركز مروي و (كلنا في *الهوي* شرق) وتذكرت (مدائن تعاين كأم العروس) وانا اري

فيديو ام العريس وقلبها تتنازعه مشاعر متناقضة وهي تضع الحنة علي يد ابنها العريس الحبييب لا ادري هل كانت تلك المشاعر تكتسي بالفرح ام ان ذلك الفرح الكبير كسته تلك المشاعر المتنازعة تحت صوت السلاح المفزع و(ضربات القليب) ونغمات الدليب و دوي الرصاص العنيف ولا ادري لماذا ترتبط افراحنا باصوات الرصاص الممزوج بزغاريد النساء اذن الامر طبيعي ودعوني اغني بلسان العريس (وشوشني *العبير* فانتشيت ساقني الهوي فما ابيت) وجعلت راء الحرب (سايلنت) كي امارس

الحب… حتي في مثل هذه الظروف فقد انشد قبلي عنتر بن شداد وهو يقاتل وليس (محنناً) وحوله الحسان

 

*ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي*

 

*فوددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المتبسم*

 

واعذرني ايها العريس ف(مدني بعيدة ياشباب مدني) والمليشيا عنيدة ياشباب مدني ومدني سعيدة بشباب مدني وشباب كل السودان والمدافعين عن الاوطان كي نعش في امان..

 

وفي هذا الزواج المبارك ان شاء الله كثير من رمزيات الحياة وكفاح البقاء وشجاعة واقدام نحو الحب والسلام والخير والجمال تحسد عليه حفظك الله ايها المجتبي واليك قول المهاتما غاندي

*اينما وجد الحب توجد الحياة*

 

سلام

محمد طلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى