محمد طلب يكتب بحياء وخجل: المبادرون العُرصُص
محمد طلب يكتب بحياء وخجل:
*المبادرون العُرصُص*
اول خطوة لمعالجة الاخطاء دون ادني شك هو الاعتراف بالخطأ اولاً ومن ثم محاولات معالجته… معظمنا كسودانين علي المستوي الفردي والتنظيم الجماعي نفتقد لهذا الامر تماماً وبالتالي فلا غضاضة في ان نكون فيما نحن عليه الان من اختراب وقتال…
كما اننا ننطلق من قاعدة تربوية هشة واعتقادات زائفة وغالباً نصف الاشياء بما ليس هي عليه ونضع افتراضات بناءً علي ظواهر لا تمت لحقيقة الاشياء بصلة اطلاقاً… وفيما يلي سوف اسوق لكم بعض الامثلة التي توضح ما ارمي اليه….
كنت اعتقد ان بعض ما كنا عليه في المدارس قد (انقرض) فهو من زمن الديناصورات لكن المفاجأة كانت قاتلة..
ابنائي جميعهم ولدوا بالامارات ودرسوا جزء من مراحلهم هناك الا انهم كانوا يقضون قرابة الثلاثة اشهر بالسودان اعتقاداً مني ان ذلك سيجعلهم اكثر ارتباطاً بالاهل والوطن ورغم ان ذلك ساعدني كثيرا عند عودتنا النهائية بعد ان استنزف مالاً كثيراً في سرعة اندماجهم في مجتمعهم الا انه كان من اخطائي الكبيرة التي اعمل علي معالجته دون جدوي في ظل مجتمع متحارب ومتقاتل بالتلاسن ثم الاشتباك حتي وصولنا لهذه الحرب (العبثية)
وهذا موضوع اخر يحتاج كثيراً من التفصيل خصوصاً ان عودتنا كانت بعد الثورة والامال والاحلام تملأ جوانحنا فحلقنا بها عالياً حتي السقوط المريع…
سالت ابني وقلت له ماذا تسمون الشخص الذي يتبرع بفعل كل المهام للمساعدة في الحصة مثل مسح السبورة وتجهيز الطبشور وتوزيع الكراسات وجمعها ووووو فهم ابني المقصود ورد عليّ بسرعة (عُرصُص) نزلت الكلمة كالصاعقة حيث كنت اعتقد ان العبارات التي كنا( نقتل) بها (المبادرون) و(النشطاء) و(ذوي الهمة) نعم فقد كنا نقتل فيهم الهمة والنشاط وروح المبادرة بالقاب مثل (الشبرة) و(شبو) و(دعاية) وكنت اظن ان مثل هذه الاسماء قد اندثرت لاجد انها زادت انحطاطاً ب (عرصص) مع صيغة (الدلع)و(التغنيج) للفظ المعروف بقبحه ورزالة النعت والناعت و براءة المنعوت… كنت اظن ان سنوات الحكم الاسلامي الطويلة قد ارتقت بنا لكن (عُرصُص) علمتني اننا اصبحنا في اسفل سافلين وتيقنت تماماً اننا امة تقتل الابداع والتفرد والهمة والنشاط بالاستهزاء والاستخفاف واطلاق عبارات قاتلة ومثبطة للهمم فصاحب المبادرات عندنا زول ( شمشار) و (شبرة) و( دعاية) حتي تموت تلك الهمة اعرف احد (الشبرات) الذي كان علي (شطارته) ايام المدرسه قمة في التفاني وبذل الجهد قد اضحي اليوم من( الكسالي) الاغنياء الاغبياء الذين تحولوا من (شمشار) الي( سمسار) بعد ان خسر كل (نقاطه) الستة وجلب له كسله وتنازله عن (النقاط) المليارات من الدولارات وتبعه رهط من (الدعايات) ….
كما استفادت بعض الحركات والتنظيمات بخبث من هذه الفئة التي اوقعنا عليها ظلماً بائناً ولم نستثمر (تشبرهم) و (دعايتهم) لصالح الخير فاختطفهم الشر واصبحوا من بُناته يميناً ويساراً.
عزيزي القارئ ياتري كم (شبرةل وكم (دعاية) مر بخيالك وداعب ذاكرتك وانت تقرأ هذا المقال…
للاسف بعد كل هذه السنوات ازددنا انحطاطاً وتحول (الشبرة) الي (عرصص) وهبطنا بالمصطلحات الي اسفل سافلين وما اقسي هبوطنا حتي اضحت (ظووط) و (ظعااااط) من المصطلحات التي لا نجد فيها حرجاً بل تحولت المفردات الثورية الي (بل) و(جغم) و(ظعط) و(معط) والامّر ان تكون ذات الالفاظ هي المستخدمة لدي التيار العريض ممن يفترض ان يرتقوا بلغة الناس في البيت والمكتب والشارع والمسجد بل حتي الدعاة والائمة صاروا يستخدمون لغة بذئية علي المنابر وتصبح لغة الاعلام وبوستات الميديا كلها (جغم وظعط وبل) …و يا للعار ان يتحول (المبادر) و(الهميم) الي (شبرة) ويتدحرج بسرعة الي (عرصص) ومن المؤسف جداً ان تقول لك زميلة جميلة انيقة بالمكتب بكل عفوية (فلان دا ظعاااط)
اما المؤذي جدا ان اضطر للكتابة لكم تحت عنوان (عُرصُص)
سلام
محمد طلب