للاسف هم اهلي لكنهم متمردون (2) ✍️ محمد طلب
*للاسف هم اهلي لكنهم متمردون (2)*
*(جغم بس) الفهم و الفحم & الدايات واللدايات*
عدنا والعود احمد (للدوكة) و(اللدايات) وتركنا ارضيات البورسلين والموزاييك والسرامييك في زمن الحرب وتجار الازمات ورصاص القتال…. وفحيمات يقمن في قلب لدايات بنفس السعر الذي اشتريت به ذات يوم سيارة (بيجو 404) وهذا لم يكن ايام( الثورة الفرنسية) بل قبل ظهور الدعم السريع وداعميه بالمال والسلاح والكفاح المصلح…من اصلابهم الي رحم القوات المسلحة
والفحم لايكفي لعمل كفتيرة شاى بهذا السعر الخرافي ناهيك عن (حلة كوارع)
عفواً فانا لم اقل( الدايات) التي اضحت موضع سخرية هذه الايام بل (اللدايات) وهي (مواضع الاناءعلي النار) فالكثيرون لا يعرفون (اللدايات) واسم( الدايات) اضحي مستهلك هذه الايام لاقتحامه بواسطة (الدعامة) رغم اقتحامهم غيره من المستشفيات الا انه اصبح مادة للتندر هل لانه مستشفي للحياة القادمة الجديدة وغيره محاولات لإعادة حياة قديمة استهلك منها الكثير؟؟؟؟ حقيقة لاادري… ربما لان بمستشفي الدايات الوجع اقسي والم المخاض اعنف لكنه بداية (لحياة جديدة)وربما سعادة قادمة وما سميت (القابلة) بهذا الاسم الا لانها اول من يقبل ويستقبل القادم الجديد ..
والحرب هنا تختلف عن الحرب هناك وفاغنر هنا ليست كما هناك
وما علينا الا( القبول)
وهنا بعضهم يفتي دون علم بسقوط عمل الشرطة في زمن الحرب ومن لهم علم لا يفتون بسقوط الاضحية طالما اننا احياء بين الضحايا
الشرطة هناك تطفئ الحرائق وتنقذ الاطفال وكبار السن وتجليهم من مناطق الخطر وهنا في هذه الحرب يتم احتلال مراكز الشرطة والقتال يدور لثلاثة ايام في موقع الاحتياطي المركزي للشرطة وهي ذات الشرطة التي تردع المتظاهرين في ايام السلم والحقوق المدنية والهتاف ضد الحكومات…
والطلاب يدرسون في جامعتهم هناك بكييف وهنا تتوقف الحياة تماماِ حتي المستشفيات تصبح مواقع قتال ومستشفي الدايات الذي يعني بدايات الحياة والوجود اضحي موقع للموت والنهايات والعدم
والعلاقة بين الدايات واللدايات والحرب اكثر من وطيدة فالدايات هي البدايات التي سبقتها وتلحق بها اللذة والمتعة اما اللدايات فهي رمزية لاستمرارية الحياة ومتعها و ما الذ الطعام في ذاته اما الحرب فهي النهايات و رمزية للموت والفناء والدمار والقضاء علي كل ما سبق من لذة المذاق الي مذاقات الموت المريرة…
ساقني التندر علي (الدايات) وما اطلقه البعض من نكات الي بعض من التأمل وانا ابن شعب يفتقد مهارة التأمل الا ان المرض الذي اقعدني جعلني اتدرب علي هذه النعمة التي لو كان نصيبنا منها قليلاً لما (حدس ما حدس)
قادني التامل الي مدي تاثير هذه الحرب علي عدد المواليد بعد تسعة شهور ونصف منها وهل ستؤدي هذه الحرب الي زيادة عدد المواليد ام الي نقصانه؟؟ وعليك عزيزي القارئ ان تتامل معي وتفيدنا في هذا الامر….. وهل نحن كشعب او حكومة لدينا اهتمام كبير او قليل بمسألة الاحصاء….اذكر وانا طفل انه بشفخانة القرية كان هناك سجل ضخم جدا مكتوب عليه سجل المواليد والوفيات تطورت القرية وبها الان مستشفي مدني و اخر عسكري ولم ار سجل للمواليد والوفيات… هنا يدفنون دون حتي شهادة وفاة و ثقافة (الميت اولابو القبر) هي المسيطرة والحرب الدائرة بلا احصاء او استقصاء
ونحن لا نتعظ اطلاقاً ولانتعلم من الدروس السابقة… والاحصاء علم مهم لجميع السياسات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية وحتي عسكرياً ولكن لا توجد مؤسسة للاحصاء ذات كفاءة عالية… كانت هناك هئية او مصلحة الاحصاء وقد اصابها الدمار الشامل مثلما اصاب مؤسسات النقل الميكنيكي والنقل النهري والسكة حديد والمخازن والمهمات ومشروع الجزيرة وووو وكل جميل في السودان لايتقدم بل ولا يبقي ويتدمر بفعلنا القبيح…
والحرب دائرة والجثث تتعفن في الشوارع وتأكلها الكلاب بعد ان قتلتها الذئاب البشرية و(الدايات محتلة ولينا الله) لا علم لنا بعد بعدد الذين راحوا ضحية هذه الحرب من المدنين والعسكريين وهم كثر من كل جانب وطالما اننا لا نملك سجلات واحصائيات للمواليد والوفيات في حالة السلم فكيف يكون الامر في حالات الحرب والقتال والدمار و(كيف يكون الحال لوما كنت سوداني واهل الحارة ما اهلي) ولا فخر
بلادنا تفتقد للمؤسسية والمؤسسات واهمها علي الاطلاق (الاحصاء بلا اقصاء)
الان اتضح ان عدد (القوات المتمردة) غير معلوم وعتادهم مجهول ويخرجون من كل فج وشق بلا طق وكانهم دابة الارض (سوسة) عصية علي الاحصاء ان كان موجوداً ولا ندري كم عدد اللاجئين ودولهم وعلي الاقل لاندري كم عدد (ستات الشاي) منهم ويخرج لنا الخبراء الاستراتيجين يقولون انهن استخبارات القوي المتمردة ولو سالتهم عن عددهن امام معسكرات الجيش او علي شارع النيل لفشلوا…
والان رغم (جنود الاحتياط) من الخدمة الالزامية واعدادهم المهولة لا يوجد احصاء معتمد لها وقانون الاستدعاء لها موجود فتسمع النداءات من هنا وهناك لانها كانت في يد المنسقين المدنين وووو.. ولا احصاء بل اقصاء فقط و (بل وجغم).. حتي المصطلحات تتحول بلا معانٍ واهداف من جهة لاخري في تقليد ارعن و( تسقط بس)تتحول الي (جغم بس) ومازال (البل) قائماً بالتوعد والتهديد واختلف (البال والمبلول) وربما يتحول (البال الي مبلولاً) و(الجاغم الي مجغوماً) رغم مرارات المذاق…
الان الحوجة ماسة للدايات واللدايات لاعادة ترتيب (الطبخة) والتربية الوطنية والانسانية… وكفانا (جغم) سكاري وما نحن بسكاري
ونعود….
فالحرب مازالت مستمرة والدايات محتلة
سلامٌ سلام
محمد طلب