قنصل السودان بجده وصناعة الأزمات بقلم إدريس هشابه

قنصل السودان بجده وصناعة الأزمات
بقلم إدريس هشابه
لم أكن أرغب في الخوض في أداء حكومة البروفسير كامل إدريس لأسباب عديدة أهمها أن الرجل بعيد عن يوميات النادي السياسي السوداني بتعقيدته المختلفة وأمراضه المزمنة كما أن تداعيات الحرب التي القت بظلالها على الدولة السودانية بكل مرافقها الحيوية وانهيار البنيات التحتية وتعطل الخدمات مع عدم توفر الميزانيات اللازمة للعمل المدني وشح الموارد وأولوية الصرف على الحرب في ظل وجود حلفاء الجنجويد داخل أجهزة الدولة وعالم خارجي من دول ومنظمات تضع العراقيل لافشال تجربة الاستعانة برئيس مدني لايوافق هواهم. للأسباب المذكورة وغيرها آثرت الصمت النبيل على أمل أن يتجاوز البروف حمى البدايات ومن ثم يتجاوز بشعبه حمى الضنك والملاربا التي تفتك بالقرى والحضر لكن ماخطه يراع استاذنا عبد الماجد عبد الحميد بتاريخ الجمعه 19ديسمبر حول ضرورة إجراء تحقيق عاجل عن فشل زيارة د. كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية وصلة قنصل السودان بجده السفير كمال عثمان بذلك الفشل ومناشدته لمجلس السيادة والوزراء والأجهزة المختصة للتدخل لفك طلاسم دور السفير في الزيارة الفاشلة بجانب الاتهامات التي طالته حول تدخله المباشر في ملف والحج والعمرة حيث كتب عبد الماجد عبد الحميد مايلي :
■ يتطلب فشل زيارة الدكتور كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية تحقيقًا عاجلًا مع عدة أشخاص تقع على عاتقهم مسؤولية فشل سيتم توثيقه في موسوعة غينيس لأرقام الفشل البروتوكولي والدبلوماسي في تاريخ السودان الحديث.
■ هل هنالك صلة لقنصل السودان بجدة، السفير كمال عثمان، بفشل زيارة د. كامل إلى السعودية؟!
■ الإجابة بلا أو نعم على هذه التساؤلات تحددها الجهات المعنية بين مجلس الوزراء والخارجية السودانية، لكن ما يتطلب تدخلًا من المجلس السيادي ومجلس الوزراء والخارجية والأجهزة المختصة هو الحديث السري والجهري عن تدخل السفير كمال عثمان، قنصل السودان بجدة، في صراع الحج والعمرة، حيث تشير أصابع الاتهام إلى دور مباشر للقنصل في إقالة الأمين العام سامي الرشيد مع الإبقاء على مخالفيه بحماية مباشرة من القنصل كمال، والذي يوظف علاقته برئيس الوزراء للهيمنة المطلقة على كامل ترتيب حج السودانيين القادم. وليس سرًا الحديث عن تفويض للقنصل كمال من مجلس الوزراء لإدارة ملف الحج، وقد شرع القنصل رسميًا في مهمته الجديدة، حيث دخل في جلسات تفاوض وتشاور مع أطراف ذات صلة بخدمات الحج.يحدث هذا في تغييب متعمّد للأمين العام للحج والعمرة وقبله وزير الأوقاف الذي يبدو أنه وافق على دور محدود يلعبه مندوب عنه في الوقت الراهن. ■ قبل أيام بعث لي قنصل السودان بجدة رسالة واتساب يتهم فيها مجموعة من الصحفيين بلعب دور المرتزقة في قضية إقالة الأمين العام للحج والعمرة. قلت للأخ السفير إنه ضلع أساسي من أضلع خطة إطاحة سامي الرشيد من منصبه.
لا أود التعليق على اتهامات الصحافة للقنصل لأن عشرات المقالات حول هذا الموضوع مبذولة في الوسائط ومتاحة لكل من القى النظر لكنه يقفز فوق كل هذه الاتهامات والفشل المتوقع لموسم حج 1447ه بسبب تدخله السافر واستغلاله لقلة خبرة وحيلة وزير الشؤون الدينية والأوقاف بشير هارون وحداثة عهده بصراع الجبابرة في المجلس الأعلى للحج والعمرة. لكن وصفه للصحفيين الذين كتبوا عن شبهة الفساد الإداري الذي تورط فيه القنصل بالمرتزقة لايليق بانسان عادي ناهيك عن مسؤول رفيع يمثل واجهة لدولة وشعب محترم واستخدام مثل هذه المصطلحات يعتبر إساءة خطيرة الي سمعتهم المهنية والشخصية واسلوب بلطجة يؤثر سلبا على حرية الصحافة ويحد من قدرتها على العمل بجرأة وشفافية. كما أن الصحفيين الذين تم وصفهم بالمرتزقة لهم الحق في اتخاذ إجراءات قانونية ضد القنصل.
السؤال الدي يتبادر الي الذهن لماذا يرتبط اسم قنصل جده بمتلازمة الفشل التي تعتري أداء حكومة البروفسير كامل إدريس ولماذا يدخل نفسه في أمور ليست ضمن مهام تكليفه مستغلا علاقته الشخصية برئيس الوزراء والى متى يصمت الأخير عن خرمجة قنصل جده الذي فشل في مهامه الأساسية بالقنصلية وتفرغ لوضع العراقيل وصناعة الفوضى في أجهزة الدولة ولمصلحة من يصنع هذه الأزمات .







