أخر الأخبار

🔥 النيل الأزرق يشتعل… وسامي الرشيد في قلب العاصفة! 🔥 ✍️ بقلم: أبوبكر محمد إبراهيم محمود – بورتسودان

🔥 النيل الأزرق يشتعل… وسامي الرشيد في قلب العاصفة! 🔥
✍️ بقلم: أبوبكر محمد إبراهيم محمود – بورتسودان

 

في مشهد سياسي لا يخلو من الدهشة والتساؤلات، يشهد إقليم النيل الأزرق حراكًا تصعيديًا غير مسبوق، تتقاطع فيه الرسائل الغامضة، والمواقف المتباينة، والقرارات الصادمة. وبينما تتصاعد وتيرة الأحداث، يبرز اسم سامي الرشيد أحمد كأحد محاور الجدل، بعد أنباء عن إقالته من منصبه كأمين عام للمجلس الأعلى للحج والعمرة، وسط صمت رسمي يثير الريبة ويغذي الشكوك.

الإقليم الذي يتقاسم رمزيته السياسية كل من الفريق مالك عقار إير – نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي – وسامي الرشيد أحمد، بدا وكأنه يعيش حالة من الانقسام الرمزي. فالأول يمثل السلطة السيادية، والثاني كان حتى وقت قريب أحد الوجوه البيروقراطية البارزة في مؤسسات الدولة الدينية. لكن ما الذي يحدث خلف الكواليس؟

مرت خمسة أيام من التكهنات حول قرار الإقالة، الذي جاء خجولًا ومخفيًا عن الإعلام الرسمي، رغم اعتماده من جهات تنفيذ القرار. لكن المفاجأة الكبرى أن القرار ليس قانونيًا ولا صحيحًا، بحسب ما كشفته مصادر صحفية موثوقة، حيث لم يصدر أي توصية رسمية من وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وهو الجهة المخولة بذلك. هذا الغموض زاد من تعقيد المشهد، خاصة أن الرشيد ليس شخصية هامشية، بل أحد قيادات الدولة البارزة، وصاحب حضور في المجالين السياسي والمقاومة الشعبية.

في المقابل، أظهرت المقاومة الشعبية بالإقليم تهدئة لافتة، بعد أن كانت في حالة استنفار دائم. هل هي تهدئة ناتجة عن توافقات خفية؟ أم أنها مناورة تكتيكية بانتظار ما ستؤول إليه الأمور؟ اللافت أن قطاعات واسعة من المجتمع المحلي، بما فيها المزارعون والشباب والمرأة، كانت قد أعلنت دعمها للقوات المسلحة في وقت سابق، في موقف بدا وكأنه اصطفاف خلف عقار.

في خضم هذا المشهد، يطفو على السطح اسم قنصل السودان في جدة، الذي كان محل حب وثقة في الأيام الماضية، قبل أن تتحول حوله شبهات التآمر، إثر جولات الحج والتصريحات المتضاربة. فهل هناك علاقة بين ما يجري في النيل الأزرق وما يُثار حول القنصل؟ وهل الرشيد كان ضحية لتقاطعات خارجية؟ الأيام وحدها كفيلة بكشف المستور… وسوف نرى.

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل يجري تجاوز أحد قيادات الحركات المسلحة الأخرى؟ أم أن حركة مالك عقار تحديدًا يتم فيها تنفيذ أي قرار دون الرجوع إلى رئيس الحركة؟ هذا التساؤل يفتح الباب أمام مراجعة آليات اتخاذ القرار داخل الحركات المسلحة، ويثير علامات استفهام حول مدى احترام التسلسل القيادي، خاصة في ظل التوترات السياسية الراهنة. فهل ما حدث مع سامي الرشيد هو سابقة؟ أم أن هناك نمطًا يتكرر بصمت؟

ما يجري في النيل الأزرق ليس مجرد إقالة موظف رفيع، بل هو صراع رمزي على تمثيل الإقليم. فبين عقار الذي يحمل صفة نائب رئيس مجلس السيادة، والرشيد الذي كان يمثل البعد الديني والإداري، تتشكل ملامح إعادة تموضع سياسي واجتماعي، قد تكون له تداعيات على مستقبل الإقليم بأكمله.

الأسئلة كثيرة، والإجابات شحيحة. هل انتهى دور سامي الرشيد فعلاً؟ وهل ستُعلن الإقالة رسميًا؟ وهل تهدئة المقاومة الشعبية تعني بداية مرحلة جديدة من التوافق؟ أم أن ما يحدث هو مجرد فصل أول في رواية طويلة من الصراع الرمزي والسياسي؟

في النيل الأزرق، كل شيء ممكن… وكل شيء قابل للاشتعال من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى