*نوافذ اعلامية* *✍️ مرتضى الزبير *متى يصبح الحلم واقعًا؟* *سنار.ولاية الأحلام التي تنتظر اليقظة*

*نوافذ اعلامية*
*✍️ مرتضى الزبير
*متى يصبح الحلم واقعًا؟*
*سنار.ولاية الأحلام التي تنتظر اليقظة*
في جنوب السودان، حيث يلتقي النيل الأزرق بذاكرة التاريخ، تقف ولاية سنار شامخةً بتراثها، غنيةً بمواردها، لكنها مثقلةٌ بتحدياتها. وبين الواقع والمأمول، ينبض حلمٌ في قلوب أبنائها: أن تتحول سنار من ولاية مهمشة إلى مدينة نموذجية، تُجسد الجمال، وتُعانق الحضارة، وتُعيد الاعتبار لإنسانها.
*سنار.الحلم الذي يسكن الوجدان*
يحلم أبناء سنار بمدينة تتزين بكرنيش ساحر على الضفة الشرقية للنيل، حيث تتعانق الطبيعة مع الإنسان، وتنبض الحياة في منشآت سياحية تعج بالحركة والسياح. يحلمون بقرية تراثية تعكس التنوع الثقافي للولاية، وتروي قصة السلطنة الزرقاء التي كانت مركزًا للحضارة الإسلامية في إفريقيا.
يحلمون بمدارس حديثة، مجهزة بأرقى الوسائل التعليمية، تخرج أجيالًا قادرة على المنافسة عالميًا. وبمستشفيات تقدم خدمات طبية مجانية، مزودة بأحدث الأجهزة، والأدوية متوفرة بلا انقطاع، ليصبح العلاج حقًا لا امتيازًا.
يحلمون بشوارع نظيفة، مزينة بلافتات الشهداء، ومكبات نفايات في مواقعها الطبيعية، تعكس رقي المواطن قبل المسؤول. يحلمون بوسائل نقل حديثة، متعددة، في حالة ممتازة، تخدم الجميع دون تمييز.
يحلمون باختفاء الظواهر السالبة من الأسواق، بانتهاء عهد الباعة المتجولين، واختفاء أبناء الشوارع والمتسولين، في مدينة لا يُعرف فيها الجوع، ولا يُميز فيها بين غني وفقير، حيث يصبح ديوان الزكاة عاجزًا عن إيجاد من يصرف عليه سوى طلاب العلم والأيتام.
يحلمون بمسرح مركز الشباب يعمل طوال اليوم، يعج بالنشاط الثقافي، والليالي الغنائية والوطنية، ويعيد للمدينة روحها الإبداعية. ويحلمون بمركز “ستار للحوار والتنوع الثقافي” يعمل بكامل طاقته، ليعكس تاريخ السلطنة الزرقاء، ويُعيد الاعتبار لتراث سنار الغني والمتنوع.
سنار ليست فقيرة، بل من أغنى ولايات السودان. أراضيها خصبة، وثرواتها الحيوانية والسمكية مقدرة، لكنها لم تنعكس على حياة إنسانها. تحتضن حظيرة الدندر، إحدى أكبر المحميات الإفريقية، وجبل موية الذي كان مقرًا للحاكم الإنجليزي في حقبة ماضية، إلى جانب البيوتات الدينية المنتشرة في كل محلياتها، ما يجعلها قبلةً سياحية وثقافية عالمية.
لكن هذا الزخم الطبيعي والتاريخي لم يُترجم بعد إلى واقع ملموس. فما زالت البنية التحتية متعثرة، والخدمات متردية، والإدارة المحلية غارقة في الروتين، بينما يظل المواطن ينتظر من يلتفت إليه.
هذا الحلم ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، وإدارة محلية واعية، ومجتمع مدني نشط، وشباب مؤمن بقضيته. يحتاج إلى أن نؤمن أن سنار تستحق الأفضل، وأن نكف عن التبرير ونبدأ في البناء.
فمتى يصبح الحلم واقعًا؟
حين نقرر أن ننهض، أن نعمل، أن نُحاسب، وأن نُخطط. حين نُعيد ترتيب الأولويات، ونضع المواطن في قلب القرار، لا على هامشه.
*سنار ليست مجرد ولاية… إنها حلم وطن ينتظر من يوقظه*.
الثلاثاء 2025/9/2م
*وللنوافذ بقية mortda7519@gmail.com*







