أخر الأخبار

الحملة القومية الشعبية لتنفيذ أتفاق جدة-وجه الحقيقة-إبراهيم شقلاوي

لا شك أن للرأي العام الواعي المستنير والمنتبه للمخاطر و المهددات التي تحيط بالوطن أثراً كبيراً على مجريات الأمور وله وزنه في تغيير الأحداث وترتيبها وفقا للمصلحة العامة.. وهذا معلوم لكل متابع للشأن العام من السياسين أو العسكريين أو الإعلاميين أو قيادات الرأي.. لذلك فإن التغيير السياسي والمجتمعي الحقيقي لا ينجز إلا من خلال قوة فاعلة سياسية مجتمعية محبة لهذا للوطن .. وهذه القوة تتمثل اليوم في إرادة الشعوب وصحوتها ومسؤليتها تجاه المهددات الوجودية التي تحيط بأمنها ومستقبلها.. لذلك لا بد أن نملك القدرة على انتزاع وصنع الوسائل الفاعلة التي تمكن من الذهاب إلى تحقيق أهدافنا ومقاصدنا في التحول والتغيير.. بما أننا جميعا نؤمن بأن إعلان جدة الموقع في 11 مايو بين القوات المسلحة السودانية والقوات المتمردة.. هو المخرج الوحيد لاحلال السلام في بلادنا.. علينا أن نقود حملة للضغط الإعلامي .. و السياسي والمجتمعي.. على مستوى كافة المنابر الداخلية والخارجية لأجل اصطفاف الشعب جميعه وكافة أصدقاء السودان ومحبي السلام.. لدعم تنفيذ هذا الإعلان.. اليوم قبل الغد..هكذا تتجلى إرادة الشعوب والنخب الواعية.. في فرض إرادتها وتحديد مستقبلها.. كما يجب أن نؤمن أن هناك أدوار مطلوبة مننا كشعب في هذه الحرب التي تهدد حياتنا ومستقبلنا.. غير الذي عليه حالنا الآن .. في ظل الواقع المعاش .. دور النخب والشعب في الضغط لأجل التغير أكبر من ذلك.. الآن هذا الدور إما للأسف مصادر أو مختطف أو لا وجود له .. كما نعلم هناك مجموعات سياسية محدودة العدد عالية الصوت.. ساهمت في انقسام المجتمع تجاه الحرب.. وأخرت حسمها بعدم وطنيتها وخضوعها لأجندة إقليمية لذلك استطال أمدها.. بالرغم من أن التهديد للوطن والمواطن تجاوز الصراع السياسي إلى صراع وجودي يهدد بقاء الدولة نفسها.. لذلك لابد لنا كشعب أن نبدأ باستعادة المبادرة بعيدا عن تأثيرات الخطاب الدعائي السلبي الذي يطلقه البعض هنا وهناك .. الخطاب الذي يقوده بعض الناشطين دون وعي بالمآلات المستقبلية إذا ما مضت هذه الحرب في هذا الإتجاه دون أفق للحل .. وذلك عبر الضغط الشعبي لتنفيذ اتفاق جدة.. يجب أن لانترك الأمر لقيادة الحكومة أو السيادي وحدهم.. يجب أن نفرض على أي مراقب أو فاعل دولي أو إقليمي.. بأن رأينا كشعب أن يتم تنفيذ ما اتفق عليه في جدة العام الماضي .. لأن في ذلك عودة للأمن والسلام.. ونبدأ تنظيم صفوفنا على ضوء ذلك.. داخليا وخارجيا.. ما المانع من تنظيم حملة توقيعات شعبية تلزم التمرد بتنفيذ اعلان جدة.. إلى جانب وسائل أخرى عرفتها القوى المدنية.. لابد أن نبدأ تبديل في الخطاب السياسي.. بالضغط على التمرد وداعميه..لذلك يجب أن نضغط نحن بكل فصائلنا وتياراتنا وادواتنا..( البكاء بحرروا أهله) كما يقولون مثل سوداني .. ليس هناك شك في أن الجيش قادر على الحسم العسكري.. لكن نريد توفير الوقت والجهد وحقن دماء السودانيين .. لذلك يجب أن نعمل على إلزام التمرد بالاتفاق الذي وقعوا عليه .. وهو كفيل بإيقاف الحرب وتفكيك التمرد .. والانتقال بنا لليوم التالي.. أما فصيلهم السياسي فلا حجر عليه يقول الشعب فيه كلمته عبر صناديق الانتخابات.. إن كنا نؤمن بالقانون ونحرص على الانتقال الديمقراطي و التأكيد على مبدأ الحريات العامة والحكم الرشيد.. هذا هو الإسناد السياسي والمجتمعي المطلوب.. علينا أن لا ننتظر الآخرين هذه قضيتنا كشعب .. لابد من المساهمة المجتمعية في إجبار التمرد الاستجابة لاتفاقية جدة وكذلك الضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لاسناد ذلك.. وإنا على يقين هذا التحرك سوف يكون تحرك جيد مبارك لن يتخلف عنه أحد.. فليس هناك راغبا في الحرب بقدر ما الرغبة في السلام والعدالة السياسية والاجتماعية.. نحن الآن جميعنا للأسف متفرجين.. وهذا ما فتح باب ابتزاز القيادة و المزايدة عليها .. مفوضة وغير مفوضة وشرعية وغير شرعية.. لذلك من المهم الخروج من فكرة كرة القدم و التواجد في المساطب الجانبية متفرجين كأنما مصير البلاد أصبح مبارة كرة قدم.. هلال؛ مريخ.. منتظرين الفوز بنتيجة المبارة.. كل ما فريقنا يسجل هدف نفرح ونملأ الدنيا ضجيجا .. والعكس كل ما مرمانا يوشك أن يستقبل هدف نسخط ونغضب ونبدأ في نعت الفريق والمدرب والحكم بألعن الألفاظ.. لذلك دعونا نبادر ونتجه نحو الفضاء الاسفيري وغير الاسفيري نحشد الدعم للسلام.. مؤكد سيكون هناك فرق .. لو أجدنا تنظيم أنفسنا.. واستخدمنا علاقاتنا كل في مجاله.. الإعلامية والاجتماعية.. والأكاديمية والسياسية و الدبلوماسية الرسمية والشعبية..الخ … بصورة جيدة ممكن نحدث أثر ونحرك مبادرة.. تعجل بانتقال البلاد من مربع الحرب إلى فضاء السلام والأمن.. هذا هو وجه الحقيقة فلتكن حملة قومية شعبية لحمل التمرد على تنفيذ إتفاق جدة.. الذي يوقف الحرب وينتقل بنا إلى السلام إلى اليوم التالي.

دمتم بخير وعافية..

الخميس 5 سبتمبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى