في البير ووقع فيها الفيل !!-من أعلي المنصة-ياسر الفادني
بلاشك أن الحرب نقمة لكن عند أصحاب النفوس الضعيفة من التجار وأصحاب البيوت هي نعمة يحسبونها لكنها غير ذلك للمتعقل الذي يخاف ربه ، كنت أقف عند صاحب بقالة في قلب سوق القضارف وكانت بالقرب مني إمرأة سألتها : أريد أن اشترى لبن بودرة أين اللبن الجيد؟ بعد أن تم التوقيع مني علي فراق اللبن الحليب الذي بلغ سعره ١٠٠٠ جنيه للرطل فراق( الطريفي لي جملو) !! ، قالت لي: عند هذا الرجل وتقصد صاحب البقالة ،إشترت المرأة ٢ كيلو لبن بمبلغ وقدره ١٦ ألف جنيه أي سعر الكيلو ب ٨ ألف وجاء دوري كي أشتري فهمس رجل في إذن البائع واظنه هو الذي يصرف التعليمات أن سعر الكيلو صار ب (١٠ ) ألف وليس ب( ٨) ألف وابي أن يبيعني السلعة بالسعر القديم فتركته واشتريت من آخر بنفس السعر القديم وبنفس الجودة هذا يعني أن كل سلعة ممكن أن تزيد في خلال دقيقتين إن رن تلفون ما لصاحب المحل !! أو قرر خياله ذلك وعلي هذا فقس علي باقي السلع
المدن الآمنة أصبحت الأسعار فيها فوضي وتزيد بمتوالية هندسية كل يوم بل كل ساعة ، الأمر صار صعبا للمواطنين وأشد صعوبة للذين وفدوا وهم ليس لديهم مال أو عندهم ما لا يكفيهم ، لقد أصاب التجار وبالذات ضعاف النفوس الجشع وعماهم ذلك المرض من النظر بعين الرحمة للذي يقف أمام ترابيزهم ليطلب سلعة ما ، أهل المناقل يتحدثون ويجأرون بالشكوى من هذه الظاهرة الغير سليمة بل هنالك بضائع ترفع من المدينة لخارجها لبيعها بسعر عالي في مناطق معينة
بعد التقصي اتضح أنه ليست هنالك ندرة بل السلع تنساب يوميا إلى المدن الآمنة تحت حماية القوات المسلحة التي ترتكز في بعض المواقع وتسهل حركتها لكن هنالك جشع أصاب التجار وخوف من الزيادات التي هم يتخيلونها و يفعلونها دون أسباب ، ماالذي يجعل سعر كيلو اللحمة البقري ب١٦ الف جنيه ؟
إني من منصتي أنظر…حيث أري…. أن ضعاف النفوس في المدن الآمنة تجارا أو أصحاب بيوت يكشرون عن أنيابهم ويلهثون خلف الربح السريع مستغلين ظروف الحرب يعصرون المواطن حتي طلع (زيته) ! ،علي السلطات في هذه المدن أن تتدخل… نحن ماناقصين…. هي في البير وواقع فيها الفيل !! ، إرحموا الناس يرحمكم من السماء .