عدم الاستقرار الحزبى فترة الانتقاليه بعد سقوط نظام الانقاذ(٥)-دكينيات/ فشل الانتقال الديمقراطي-دكتور عصام دكين
السودان ليس فيه نظام حزب مستقر رغم ان فيه أكثر من مائة وعشرون حزب سياسى (١٢٠) الا انها ام حديثه النشاة او منقسمة من الاحزاب التقليدية او منشقة من الحركات المسلحة وبعضها احزاب مناطقية فقط وليست قوميه وبالتالي عدم الاستقرار الحزبي فى السودان انعكس على الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى و يجعل من النظام الفردى نظام انتخابى غير مثالى وغير مناسب للسودان لان النظام الانتخابى الفردى يتطلب وجود حزبين او ثلاثه احزاب كبيرة كما يوجد فى الولايات المتحدة الأمريكية لان النظام الانتخابى الفردى يتطلب نظام حزبى مستقر وليس احزاب اميبية والاميبيا كائن حي كثير الانشطار لايمكن لاحزاب صغيرة مثل البعث والشيوعى وآخرين واحزاب حركات مسلحة لها مسميات مختلفة وكذلك يوجد أكثر من أثناء عشر حزب باسم حزب الامه مع اضافه اسم اخر وأكثر من حزب اتحادي وكذلك احزاب الاسلاميين كثيره وعديده وكل هذه الأحزاب تحمل نفس البرامج والأهداف انة التكسب السياسى الرخيص…
* ما هو انسب نظام انتخابى يناسب السودان ؟
١/ اقصد بالنظام الانتخابى الاليه التى يتحول بمقتضاه أصوات الناخبين الى مقاعد فى المجلس التشريعى.
٢/واقصد ايضا الالية الانتخابية التى تحقق مفهوم التمثيل.
٣/ العلاقه بين حجم تأييد الناخبين الذى يحصل عليه حزب ما وعدد المقاعد فى المجلس التشريعى يحددها شكل النظام الانتخابى.
٤/ قد يتساوى حزبان فى عدد الأصوات ولكن يختلف فى عدد المقاعد التى يحصل كل منها وفقا لشكل النظام الانتخابى المتبع.
٥/ فاتباع احد النظم الانتخابية يؤدى لحصول الحزب على أغلبية عدد المقاعد بينما يؤدى اتباع نظام انتخابى آخر الى حصوله على الأكثرية فقط.
٦/ تختلف النظم الانتخابية من حيث النتائج التى يؤدى إليها فبعضها يعطى ميزة نسبية للاحزاب الكبيرة بينما يحمى بعضها الاخر الاحزاب الصغيره ويضمن لها حصولها على عدد من المقاعد فى المجلس التشريعى وتصبح معارضة داخل المجلس التشريعى
* هنالك ثلاثة انواع من النظم الانتخابية؟:
١/ نظام الانتخاب الفردى او نظم الأكثرية الأغلبية العدديه.
٢/نظم التمثيل النسبى.
٣/نظم الجمع بين الانتخاب الفردى والقائمة النسبيه.
* بصفه عامه لا يوجد نظام انتخابى مثالى لكل دولة ميزة ومسالب .
* النظام الانتخابى الذى يناسب السودان تحدده ظروفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية اختلفت ظروف السودان التى أجريت فيها انتخابات فى الخمسينات والستنيات والثماننيات والتسعنيات والالفينيات والان أكثر اختلافا جيلى واجيال اخرى والجيل الراكب رأس بعضنا حتى الان لم نصوت فى انتخابات فى السودان. كذلك النظام الانتخابى تحدده سلامة او صلاحية النظام الانتخابى للسودان حسب ظروفه التى يطبق فيها النظام الانتخابى وكذلك النظام الانتخابى تحدده درجة تطور نظم الحزبية فى السودان وحسب الهدف المطلوب من قيام العملية الانتخابية فى السودان.
* السودان به أكثر من ١٢٠ حزب حسب مازكرت سابقا وأكثر من ثمانون (٨٠) حركة مسلحة تدعى التحرر والعداله والمساواة بل هى حركات إجرامية انتهازية يجب ان تحاكم بدل ان تدلع باسم الكفاح المسلح… وبالتالي الغاية المستهدفة من الانتخابات ستكون مختلفة عند كل مكون سياسى سوداني فمنهم من يرى انها داعمه للحياة الحزبية ومنهم من يرى انها ضمان تمثيل اكبر قدر من الاحزاب فى المجلس التشريعى وتنهى الصراع السياسى ومنهم من يرى ضمان لتمثيل الاقليات الاثنيه ويحدث سلام شامل وعادل وآخرين يرون ايضا ضمان لتمثيل المرأة المضطهده فى السودان وآخرين يرون ان الانتخابات لن تاتى بهم بل تاتى بالقوى السياسية التقليدية الرجعية.
* فى تقدير ان أنسب نظام انتخابى للسودان هو نظام القائمه النسبيه لان السودان مختل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ..
من الضرورى فى مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية اعادة تأهيل وإصلاح بما يتفق مع تأسيس النظام الديمقراطي ويضمن رفع مستوى الأداء وتوفير الخدمات العامة للمواطنين بأسعار فى متناولهم حتى لا يكفر بالاحزاب الحاكمه فى الفترة الانتقاليه ويخرج الشعب ويقول ضيعناك وضعنا معاك يابشة العزاب ولا الاحزاب هكذا يقول التاريخ.
لابد من تطوير البناء الداخلى للمؤسسات وتطوير نظم اختيار القادة وتطوير سياسات محاربة الفساد والتضارب بين المصالح وكذلك تطوير القواعد والإجراءات المنظمه بين العلاقات وبين وحداتها واعضائها وكذلك الاهتمام بالقيم التى تحكم العلاقه بين المواطنين.
لابد من تأهيل وتدريب العاملين في المؤسسات على اسس ديمقراطية فى مجالات سيادة حكم القانون والمحاسبة والشفافية واستيعاب قادة مثقفين ومؤهلين ومنح سلطات واختصاصات للهيئات فى الولايات والمحليات.
لابد من اعادة دور الاجهزه الامنيه بالأحياء تتناسب مع التطور الديمقراطي وايقافا للتدهور الامنى الذى يحدث الان وليس بدعوى إصلاح القطاع الامنى وحله وابعادة تماما.
تبنى بعض الدول فى الأوضاع الانتقاليه المماثلة لسودان نظم العدالة الانتقاليه بهدف جبر الضرر والخواطر وإزالة الاثار النفسيه التى اوجدتها النظم السابقة وصراعها مع القوى السياسية والحركات المسلحة التى خلفت موتى وجرحى ومفقودين قبل التغيير والان تدور حرب قاسية وكيفية العبور الى مرحلة الانتقال الديمقراطي الدعوة لمحاسبة قادة نظام الانقاذ فقط هذا لا يحقق العدالة بل تحامل على طرف واحد. وعادتا الصراع بين عدة اطراف الذى بدء مع الحركة الشعبية لتحرير السودان والتجمع الوطنى الديمقراطي فى اسمرا والحركات المسلحة فى دارفور والجبهة الثورية………الخ.
* ان للاحزاب السياسية فى السودان دور مهم فى بناء النظام الانتخابى والديمقراطى لان الاحزاب هى عماد التنافسية الانتخابية.
* على حكومة الفترة الانتقاليه القادمة ان توفر بيئة صالحه للمنافسة الانتخابية الفعاله بعد انتهاء الحرب من خلال ان تكون الساحه مفتوحه للجميع. وكذلك يجب ان تكون المنافسه وفقا للقواعد المعلنه من الان ومعروفه سلفا ومتفق عليها .
* الانتخابات هى مجال اهم للمنافسه الحزبية تخوضها الاحزاب لتحقيق الفوز وتحقق من نزاهة المرشحين الذين يخوضونها وكذلك تسعى الاحزاب فى الانتخابات لجلب التايد السياسى للاخرين إليها لان الاحزاب تمثل مصالح الشعب السودانى كذلك الاحزاب تطرح بدائل للسياسات العامة وتعمل الاحزاب على تعزيز ثقة المواطنين فى النظام الديمقراطي اذا كان هى تمارس الديمقراطية فى داخلها وليس تشرع القيادة لابناء السادة.
* بدون احزاب تصبح السياسة بمنزلة لعبه يلهو بها الافراد ومجموعات المصالح والرجال الأقوياء كما حدث خلال الفترة الانتقاليه الماضية التى تلاعب بها العسكريين وحميدتى واحزاب اليسار العلمانى ( العصابة الاربعه) وبلطجية الحركات المسلحة الذين ليس لهم خسائر فى التغيير بل فقط كانوا فالحين فى التحيه لشهداء الثورة والصحة للجرحا والعودة للمفقودين…. وللأسف المفقودين جسسهم كانت مكدسة بالمشارح لاكثر من ألف وتسعمائة جسة تحللت ولا يمكن التعرف عليها حتى استقال كل اطبا الطب العدلى وعلى رأسهم الدكتور عقيل سوار الدهب. اذن لمن كانت هذه الجسس يا منافقين؟ انهم المفقودين سوف تلتقى الخصوم يوم العرش العظيم كلا اته يوم القيامة فردا. دكتور عصام دكين