الأبيض ما بين رحيق الأمكنة وضياع الملامح (35) ✍️د.آمنة محمد عبدالرحمن الإمام
*الأبيض ما بين رحيق الأمكنة وضياع الملامح*(35)
*✍️د.آمنة محمد عبدالرحمن الإمام*
الكتابة عن الأبيض هذه الأيام، تأرجح
في الأحاسيس وورطة في اللغة ومخاض عسير لعباراتٍ تُدافع وتواسي وتؤازر هذه المدينة الصامدة وهي تحتضن الجميع في شموخ وحزن نبيل .الأبيض مدينة إتسم أهلها بالتسامح وقبول الآخر والتكاتف والوفاء والصدق والتعاون مع بعضهم البعض،عندما تذهب لمخازن ماجدة للاقمشة، يعرضون عليك البضاعة وينصحونك بالأفضل حنى وإن كان خصما على ربحهم وتسويقهم،واذا إشترى أحدا شيئا اعجبه أولم يعجبه فإنه ينبه الأقارب والجيران والزملاء حرصا على مصلحتهم،الأبيض كلمة السر للتواصل الصادق بين أبنائها الذين إحتضنتهم جميعا دون تصنيف إثني أو جهوي أو ايدولوجي،كانت تجمعهم موائد مناسبات الأفراح ورفع (الفراش)في المآتم،تجمعهم كشوفات المساهمات و(جوديات)
الخلافات الاجتماعية والرحل الترفيهية والكورة ومساطب السينما ،كان الوفاء قيمة تزين هامة المدينة، كنت ولا زلت أراهن على معطيات صمود الابيض في الحرب،تلك المعطيات المختلفة التي تحمل عنوان التفرد والتميز في كل شئ،رغم المواقف المؤسفة لبعض الأشخاص الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم مقابل دراهم معدودة أو انتصار لذات أو قبيلة أو حزب، فتسببوا في الأذى لهذه المدينة التي لم تجد غير الوفاء والبر من أبنائها الصادقين .على مر التاريخ كانت الأبيض رمزية مشرفة للوطنية وقدمت الرؤساء والزعماء والمثقفين والادباء .الأبيض مدينة تنجب الرجال ولا تشبه الخونة ولا المخذلين.
النصر لقواتنا المسلحة ودوما:
*هجانة فوق#*