حل الخريف حل ✍️ محمد طلب

*حل الخريف حل*
العنوان انشودة تعلمناها بالمدرسة الاولية (حل الخريف وحل اهلاً به وسهلاً) الي اخر الانشودة التي يحفظها جيلنا ومن قبله ومن بعده حتي جيل( ثورة) التعليم فرحنا بتلك الانشودة وكان الخريف يفرحنا جداً كبرنا وحفظنا ما حفظنا ونسينا ما نسينا
و صرنا نبني ونعمر ونبتسم لانجازنا و(مطرة) قوية تثبت لنا درجة تخلفنا الهندسي والمعماري والاداري ووقعنا في يد مهندسين ومحليات ومقاولين غير متعاونين يجنون اموالاً لينصب عليهم اخرون وهكذا تدور دائرة السوء في بلادنا
*توطئة*
عندما كانت بيوتنا من الطين (اللبن) كنا نحرص جداً علي ثباتها وقوة تحملها وندرك تماماً الظروف والاحوال البئية التي تحيط بنا… فقبل الخريف بفترة كافية يتم تخمير (الزبالة) وهي عبارة عن روث البهائم يتم خلطه بالطين ونبات (الحمرة) الجاف بلونه الذهبي الجميل وملمسه الناعم ويتم (لياس) البيوت من سقفها حتي الارض ويتم فتح (السباليق) ونظافتها و(الزبالة) وهي عملية طويلة ومعقدة الغرض منها هو تسهيل عملية انزلاق المياه من السقف والجدران الي الحوش ثم (الجرياة) لخارج البيت الي النهر….. حتي لا تمتصها جدران الطين اللبن وتنهار علي رؤوس قاطنيها… وكنا نلعب بعد توقف الامطار مباشرة ونمرح في بيوت الطين العتيقة الصامدة وسرعان ما تجف البيوت وحيشان الرمل الناعم
*ماذا حدث؟؟*
غزتنا ثورة الاسمنت والسرامييك الاكثر فعالية من(الحُمرة) و(الزبالة) في عملية انزلاق المياه وجريانها لكن كعادتنا مع كل (الثورات) لا نمهد لها طريق الاصلاح و(نفتح لها المجاري) بل يقلنا (كرين) (الهاشمية) ثم يرمي بنا ارضاً و(يكسر ضلعنا) فلا نحن ولا مهندسينا نتمتع بالحكمة ولا الحكومة
والسرامييك بفضل (الفنيين) يزلق المياه لداخل الغرف مكيفة الهواء ويغرق الشنط المكدسة وينتفخ خشب الاسرة والدواليب
نحن شعب يتمتع بالانانية بلا حكمة ولا حكومة بعد ان تركنا (الادبخانات) دون عودة اصبح كل منا يحفر بئر ارتوازية للتصريف الصحي تكلفه المليارات وتعود علينا باضرار وخيمة وتلوث للمياه الجوفية لا قبل لنا باضرارها في حين انه لو تم صرف ربع المبلغ واقل منه لكل بيت في الحي وتوفرت عقليات هندسية وادارية وحكمة وحكومة وتعاونوا لخلقنا نظام صرف صحي له من الفوائد ما لايمكن حصره…
ظهرت في الاونة الاخيرة انانية ولا مبالة غريبة حيث يتم حفر البئر وملحقاتها من حوض تخمير خارج البيت حتي لا تؤثر علي مساحة البيت و(البرة في ستين داهية) ولا حكمة ولا حكومة
ومن لايملك مليارات البئر فنصائح المهندسين والمقاولين والمنظراتية تقوده الي (المصاص) وما ادراك ما (المصاص)
امطار فجر اليوم كانت بالنسبة لنا كارثية في اجواء لا نميز فيها بين صوت الرعد و صوت القنابل جعلت كل البيت في حالة استنفار حتي انا المعاق وجدت نفسي مضطراً ان انهض واساعد حيث غمرت المياه كل الغرف نتيجة تخلفنا وتخلف المهندسين والمقاولين و(المنظراتية) ولا احسب ان هذا الامر عندنا فقط لكنه يحدث في كثير من البيوت بهذا البلد نتيجة لعدم احترام المهندس للمالك والعكس واستصغارهم للمقاول ومعيته وانانية (انا الصاح) والكل يكسب وهذا الامر لا يتوقف علي الفئات المذكورة اعلاه بل كل المجتمع هكذا حتي في العمل العام والطوعي.. ومشكلتنا والله (يعزونا فيها) والاجيال القادمة لن تكون احسن حالاً….
وقفت السماء عن الهطول والبكاء واخذ منا التعب ما اخذ وحصرنا الخسائر وحمدنا الله علي كل حال…
يا تري متي تتوقف القنابل عن الهطول ودموع الارامل و اليتامي والذهول ومتي تصمت اصوات المدافع وتتوقف هذه الحرب… وهل باستطاعتنا حصر الخسائر ونظافة النفوس وما علق بها من الغبائن والضغائن
*مخرج*
يا تري هل من المقبول والمعقول ان نعتبرها (مطرة صبت و وقفت والسلام)
سلام
محمد طلب